النبر


النبر

النبر هو طول وشدة يصاحبان النطق بأحد مقاطع الكلمة في وقت واحد . والنبر قد يكون له وظيفة فونيمية فيفرق بين معنى وآخر عند تشابه الفونيمات المقطعية. ومن اللغات التي تستغله في مثل هذه الوظيفة اللغة الإنجليزية التي يفرق النبر فيها أحيانا بين الفعل والاسم. أما في العربية فإن أكثر الدارسين لا ينسبون إلى النبر وظيفة فونيمية تجعله يكون فارقا بين معنى كلمة وأخرى[1].
وأما  stress أو tekanan فى اللغة الإندونيسية هي :
“pengucapan yang terjadi pada penggalan kata tertentu, sehingga terdengar lebih jelas dari penggalan kata yang lain"
هناك مصطلحان إنجليزيان يطلقان على النبر وهما (stress) و (accent) . وكما يقول Ladefoged : ليس من السهل تعريف النبر . ومع ذلك سنحاول أ تقدم بعض ما قيل فى تعريفه :
1.         النبر إضافة كمية من الطاقة الفسيولوجية لنظام إنتاج الكلام ... موزعة على القنوات الرؤية والتصويتية والنطقية
2.         انطباع من طاقة زائدة فى النطق للمقطع المنبور ينتج عنها نطق المقطع أعلى وأطول من المقاطع الأخرى فى نفس الكلمة
3.         هو اسم يعطى للجهد العضلى الأقوى الذى يمكن أن نشعر به متصلا ببعض المقاطع فى مقابل مقاطع أخرى
4.         هو البروز المعطى لمقطع واحد ، داخل ما يشكل الواحد البروزية التى تطابق فى معظم اللغات ما يسمى بالكلمة
وجميع هذه التعريفات يتفق على أن النر يقتضى طاقة زائدة أو جهدا عضليا ضافيا ، ولهذا يقول جونز : المقطع المنبورة بقوة ينطقه المتكلم بجهد أعظم من المقاطع المجاورة له فى الكلمة أو الجملة . فالنبر إذن نشاط ذاتى للمتكلم ينتج عنه نوع من البروز (prominence) لأحد الأصوات أو المقاطع بالنسبة لما يحيط به . أما الأثر السمعى المرتبط بالنبر فهو العلو (loudness) ، ودرجات النبر التى سنذكرها فيما بعد هى بالنسبة للسامع درجات من العلو .
وأحيانا يصعب أو حتى يستحيل على السامع أن يتبين موقع النبر القوى . والسبب هو أن العلو جزء لا يتجزأ من حقيقة الصوت . وأن الصوت المنبور بقوة قد يكون أقل علوا من صوت أخر منبور بضعف .
وليس النبر مستخدما فى كل اللغات للتفريق بين المعانى . وبالتالى فهو ليس فونيما فى كل اللغات . وتسمى اللغات التى تستخدم النبر كفونيم لغات نبرية (stress languages) . والأخرى لعات غير بنرية . وتتميز اللغات غير النبرية بأنها تثبت النبر فى مكان معين . فهو فى الفنلندية والتشيكية على المقطع الأول ، وفى البولندية على المقطع قبل الأخير . ومن اللغات التى تحدد موضع النبر كذلك الفرنسية والهنغارية والسواحلية .
أما اللغات التى تستخدم النبر كفونيم فيكون موضع النبر فيها حرا ، ويستخدم حينئذ للتفريق بين المعانى أو الصيغ عن طريق تغيير مكانه .
واللغة الإنجليزية مثال جيد للنبر الحر (free stress) . فنحن إذا نطقنا كلمة (import) بنبر المقطع الأول كانت اسما . وإذا وضعنا النبر على المقطع الثانى كانت فعلا . ومثل هذا يقال عن كلمات (convert) و (subject) و (present) و (permit) و (contrat) و (increse) و (insult) و ...
أما اللغات التى تستخدم النبر كفونيم فيكون موضع النبر فيها حرا، ويستخدم حينئذ للتفريق بين المعانى أو الصياغ عن طريق تغيير مكانه .


اسم
فعل
′present
prse′nt
′report
Rep′ort
′export
exp′ort
′subject
subj′ect

وليس دور النبر فى اللغة الإنجليزية مقصورا على تغيير الصيغة بين الاسمية والفعلية ، فهو قد يكون كذلك العامل الواحيد للتفريق بين كلمتين وبالتالى بين معنين . فكلمة august (شهر أغسطس أو علم شخص) تملك جهدا أقوى على المقطع الأول . أما كلمة august (مهيب - جليل) فتملك جهدا أعظم على المقطع الثانى ويطبق هذا أيضا على ثناثيات الكلمات الآتية :
Below (تحت) مع billow (موجة – يتلاطم كالموج)
Isight (تقاذ البصيرة) مع incite (يحرض)
وليس كل النبر فى الإنجليزية مفرقا بين المعانى . فمعظم كلمات اللغة الإنجليزية لا يؤدى تغيير موضع النبر فيها إلى اختلاف المعنى ، ولكنه يؤدى أذن السامع لخروجه عن المعيار اللغوى . ومن أمثلة ذلك أن الإنجليزية تضع النبر على المقطع الأول في pillow و sensitive وعلى الثانى فى polite وعلى الثالث فى congregation وinternational  و sensitivity . ولو وضع الأجنبى النبر في مكان آخر تحت تأثير لغته الوطنية لا سوى فهم يمكن أن يحدث .
وهناك درجات أو أنواع من النبر ، ولكن أكثرها استخداما هو :
1.   النبر القوى أو النبر الأولى primary stress
2.   النبر المتوسط أو الثانوى secondary stress
3.   النبر الضعيف weak stress
وقد اجتمعت أنواع النبر في مثل : motor- car- designer . فهناك نبر أولى على المقطع الأول ، وثانوى على المقطع الثانى فى designer ، وضعيف على car . وللنبر استخدام آخر تشترك فيه كل اللغات . النبرى منها وغير النبرى . وهو الدلالة على معان إضافية كتأكيد ويسمى النبر حينئذ emphatic stress أو انفعال . ويسمى حينئذ emotional stress . ولو نطق المتكلم الإنجليزية الجملة come here بدرجة أقوى من النبر فذلك يعنى درجة أكبر من الإلزام المصحوب بانفعال ولو نطقها ينقص النبر عن المعتاد فإن ذلك يعنى الرغبة الملحة فى هدوء الحالة ... وهكذا .
وهناك اختلاف بين اللغات فى القوة التى ينطق بها المقطع المنبور بالنسبة للمقطع غير المنبور . ففي الفرنسية الفرق ضعيف بين الاثنين ، ولكن فى اللغات الجرمنية قد يكون المقطع المنبور قويا جدا ، وغير المنبور ضعيفا جدا
وهناك علاقة بين النبر وطول المقطع . فالمقطع in  فى incite غير منبور ولذ يدرك أقصر منه فى insight التى ينبر فيها هذا المقطع . كما أن نبر صوت ما فى المقطع يؤثر على باقى أصواته . ولذا فإن الأصوات فى المقطع النبر تنطق بقوة أكبر تجعله أكثر تصويتا more sonorouns أو أكثر إسماعا  more audiable
وأخيرا نقول إن دانيال جونز قدم المصطلح (سترون) strone  للدلالة على النوع الواحد من النبر (يقابل الألوفون ) والمصطلح (سترونيم) stroneme للوحدة التى تجمع نوعين أو أكثر من النبر ، وقال : "يمكن تجمع أنواع من النببر بشكل يماثل تجمع مجموعة من الأصوات فى فونيمات" ولهذا نجد لا يستعمل المصطلح (فونيم)  بالنسبة للتمييزات

موسيقى الكلام

قد ينبهر أحد الشبان بطلعة إحدى الشابات ، ولكن ما أن يلتقيا ، ويأخذان في تبادل أطراف الحديث ، حتى يستشعر النفور منها ، فيسارع بالانصراف عنها ، والبُعْد عن المكان الذي قد تتردد عليه ، وذلك لما يتصف به كلامها من نشوز ، وما يشوبه من تنافر في الأصوات التي تنطق بها ، او من رَتَابة في نغماتها يضيق بها الذرع ، وتمجّ منها الآذان .
وليس هذا هو موقف الشاب من الشابة فحسب ، بل هو أيضا موقف كل إنسان من أي إنسان آخر . ولسنا نبالغ إذا ما قلنا إن نسبة كبيرة من النزاعات التي تحدث بين الأزواج أو بين الزملاء في تاعمل الواحد ، او بين من يلتئمون في اجتماعات أو مواقف اجتماعية متباينة ، إنما تنشأ لا شعوريا بين الواحد منهم ورفيقه بسبب النفور من سماعه وهو يتحدث ، وما يتصف به كلامه من تنافر ، وعدم اتساق ، أو من رتابة تمُجَّها الآذان .
ولعلنا نقوم فيما يلي باستعراض أهم العيوب التي تصيب كلام بعض الناس بإزاء ما أطلقنا عليه اسم موسيقى الكلام :
1.         ارتفاع درجة الصوت أو انخفاضها
فقد تجد أن من يتحدث إليك أ يستخدم طبقة صوتية عالية أكثر من اللازم ، أو منخفضة أكثر من اللازم . ففي الحالتين تحس بالضيق والتبرُّم من متابعة ما يقوله المتحدث ، وترغب في الهروب منه ، حتى تفلت من سوء استخدام صاحبنا لحنجرته ، أو لما اعتاد عليه من استخدام طبقة صوتية عالية ، او طبقة صوتية منخفضة .

2.         الرتابة الصوتية
ومن العيوب المتعلقة بموسيقى الكلام أيضا ، أن يلتزم المتحدث بنغمة واحدة في كل كلامه . فهو لا يستطيع أن يُنوّع فيما يأتيه من أصوات ، كما لا يستطيع أن يعطي لكل مضمون كلامي ، النغمة الصوتية التي تناسبه .
3.         اللوازم الصوتية أو الكلامية
ومن عيوب النغمات الكلامية أيضا ، إصابة المرء بلازمة كلامية أو أكثر . من ذلك مثلا الشخير ، او السعال ، أو الشن بالأنف ، أو اخذ نفس مسموع ، أو ترديد كلمة بعينها بكثرة وبلا داعٍ وبلا توظيف لها في سياق الكلام ، أو الق باليدين أو بالأصابع على أي شيء أمام المتحدث ، فيُحدِث ذلك صوتا يتداخل مع كلامه ، أو غير ذلك من لوازم صوتية أو كلامية تُشْعر المستمعين بالنفور والرغبة في الانصراف بعيدا عنه[2] .

وقالت أستاذة أم عفاف (مدرسة اللغة العربية فى كلية الأدب والإنسانية لجامعة الإسلامية الحكومية مولانا مالك ابراهيم مالانج) أن intonation يسمى كذلك بموسيقى الكلام وهو مصطلح يدل على ارتفاع الصوت وانفخاضه فى الكلام . وأما intonation فى مصطلحة الاندونيسيين فهو :
sebuah unsur dalam ucapan yang dapat membantu seseorang untuk mengekspressikan sesuatu yang terdapat dalam hati dan perasaannya, yang terjadi dengan naik turunnya suara.
وقال الدكتور أحمد مختار عمر فى كتاب دراسة الصوت اللغوى : التنغيمات intonations هى تتابعات مطردة فى مختلف أنواع الدرجات الصوتية على جملة كاملة أو اجزاء متتابعة . وهو وصف للجمل وإجزاء الجمل وليس للكلمات المختلفة المنعزلة . ومعظم اللغات يمكن أن تسمى لغات تنغيمية intonation languges ، لأنها تستخدم التنوعات الموسقية فى الكلام بطريقة تمييزية تففرق بين المعانى .
وإلى اختلاف التنغيم يرجع الفضل فى أننا يمكننا أن نعبر عن كل مشاعرنا وحالاتنا الذهنية من كل نوع ، ويمكن فى معظم اللغات أن تغير الجملة من خبر إلى استفهام إلى توكيد إلى انفعال إلى تعجب ... دون تغير فى شكل الكلمات المكونة . ومع تغيير فقط فى نوع التنغيم .
وأنواع موسيقى الكلام فيما يلى :
1.   ارتفاع درجة الصوت (      ) للاستفهام
2.   انفخاض درجة الصوت (      ) للخبر
3.   ارتفاع درجة الصوت وانفخاضها (      ) للاحتمال
4.   انفخاض درجة الصوت وارتفاعها (        ) للتأكيد
5.   درجة الصوت المتوسطة  (          ) للاستمرار
وعلى سبيل المثال : كلمة yes يمكن أن تنطق بالإشكال الآتية فيتغير معناها :
    : جملة تقريرية تعنى      : أوافق .
     : سؤال                : هل قلت نعم ؟
  : طلب استمرار        : أنا منصت ، استمر .
   : احتمال              : من الممكن أن يكون .
  : توكيد                 : بكل تأكيد .
وكل لغة لها نماذج معينة من التغنيم ، وكذلك كل لهجة داخل اللغة ، وهذه النماذج تختلف وتتنوع بشكل واسع ، ويمكنك أن تقارن بنفسك طريقة تنغيم العبارة العربية : يوم الخميس الساعة العاشرة ، حين تنطق كتقرير (جملة خبرية) ، أو كاستفهام يراد منه توكيد الموعد ، أو كجملة ناقصة .
ومن وظائف لغوية مسيقى الكلام في اللغة العربية هي على النحو التالي  :
1.   الوظيفة الدلالية ، والذي يميز لمعنى الجملة . كما : " ذاهبة " عندما تنطق مع ارتفاع الصوت بمعنى seorang wanita yang sedang pergi . وعندما تحدث بصوت منحفض فمعناه : seorang lelaki yang menghibahkan hartanya
2.   الوظيفة اللغوية ، والذي يميز شكل الحكم على سبيل المثال " وصل القطار " عندما تحدثت مع الصوت العادي ، الجملة هي الجملة الأخبار ، وعندما تكلمت مع ارتفاع الصوت ، الجملة هي جملة استفهامية ، وعندما تحدثت مع الصوت صعودا وهبوطا ، فهو بمعنى التعجب
3.   وظيفة معاشرنا و حالاتنا الذهنية (ekspresi kejiwaan) ، التي تمثل الموقف العقلي للمتكلم . وتعتبر هذه الأحكام : " لقد كسرت الباب مرة أخرى " عندما تحدثت مع الصوت العادي فالمعنى Saya tidak mengerti maksudmu, ulangi ucapan anda  (أنا لا أعرف ماذا يعني لك ، عليك تكرار الكلمات) . وإذا تحدث مع ارتفاع الصوت فمعناه berarti persetujuan dan menguatkan pengertian (التفاهم والموافقة عليها) وعندما يتحدث مع التجويد صعودا وهبوطا ، فمعناه العجب"



المراجع


[1]  الدكتور سالم  سليمان  الخمّاش ، المعجم وعلم الدلالة للطلاب المنتظمين المنتسبين ، 1428 هـ
[2]  http://www.alargam.com/sorts/kalam/2.htm

Leave a Reply