المنهج


مقدمة
          فإذا بحثنا عن المنهج فلا يخلو الأمر من بحوث كثيرة حول المنهج كالعناصر والأهداف والأسس لبناء منهج تعليم العربية وغيرها. والأسس التي سوف نقوم ببحثها الآن هي مجموعة المفاهيم والحقائق المتصلة بعناصر المنهج الأربعة ، الأهداف والمحتوى وطريقة التدريس والتقويم. أما الأسس الرئيسة التي تؤثر كثيرا في بناء المنهج هي الأسس الفلسفية و التربوية و النفسية والاجتماعية.
 فالأسس الاجتماعية التي لابد من التعرف عليها واضع منهج تعليم العربية أمر ضروري لأن بين اللغة و المجتمع علاقة قوية، ذلك لأن ثقافة مجتمع ما تؤثر بلغته قليلا كان أو كثيرا، ولأن بين المنهج و المجتمع علاقة جدلية.. إنه إفراز من إفرازات التراث الثقافي حيث كان المجتمع أفرادا تنشأ على المثل والمعارف والقيم والمهارات وأصبح المجتمع عاملا أساسيا لتغيير وتطوير هذا التراث إلى ما هو أحسن (طعيمة : 94).
من الطبيعي أن يختلف المناهج من بلد إلى آخر و تختلف من مجتمع إلى آخر. وإن هذا الاختلاف قد يكون سببه اختلاف المجتمعات في تراثها الاجتماعي وإن ارتباط البرامج التعليمية في الواقع بهذه الأنظمة أمر طبيعي لأن المدرسة بحكم نشأنها هي مؤسسة اجتماعية.
وسوف يقتصر حديثنا حول مفهوم الأسس الاجتماعية وما يتعلق بها.

1-             تعريف الأسس الاجتماعية
الأسس هي المؤثرات و العوامل بمثابة المصادر التي تصلح أساسا لبناء و تخطيط المنهج الصالح. أما المجتمع فهو مجموعة من الأفراد تعيش في موقع معين ترتبط فيما بينها بعلاقات ثقافية واجتماعية، يسعى كل واحد منهم لتحقيق المصالح والاحتياجات (http://ar.wikipedia.org/wiki).
          والأسس الاجتماعية هي القوى الاجتماعية المؤثرة في وضع المنهج وتنفيذه (صالح دياب هندى :41). بناء على هذا التعريف يجب أن يراعى هذا المنهج فلسفة المجتمع و عوامل التغيير و المتطلبات المواطنة في مجتمع ما حاضره و مستقبله (على أحمد مدكور: 34). وكذلك أن يراعى طبيعة الدارسين و متطلبات نموهم العقلي و الجسمي و الاجتماعي و منطقة اللغة العربية و خصائصها التي لا بد من أخذها في الاعتبار عند عملية التعليم.
2-             العلاقة بين اللغة والمنهج و المجتمع
إذا تحدثنا عن علاقة المنهج و المجتمع فلا يخلو الأمر من اللغة التي أصبحت هدفا أساسيا للمنهج، واللغة نفسها شيئ بد ضروري في المجتمع، لا يوجد المجتمع دون لغة وبالعكس.
إنه من المعروف أن أول واجبات المدرسة تزويد التلاميذ بالقدر المناسب من ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه، وهنا يجب معرفة العلاقة بين المنهج و المجتمع، وقد حددت هذه العلاقة بكونها إنسانية (أي خاصة بالإنسان ومكتسبه) واجتماعية، إذ هي عبارة عن عادات اجتماعية مشتركة في جماعة معينة فضلا عن إنها مشبعة لحاجات الإنسان ومتغيرة ومتطورة ومتكاملة.
          وينظر إلى اللغة في كل مجتمع على أنها نظام عام يشترك الأفراد في إتباعه ويتخذونه أساسا للتعبير عما يجول بخواطرهم وفي تفاهمهم مع بعضهم البعض. فاللغة ظاهرة اجتماعية تخضع لعدد من القوانين وتتأثر بها من حيث الفكر والثقافة والجوانب الحضارية الأخرى. وتنعكس ثقافة المجتمع بوضوح على اللغة من خلال تعابيرها الاصطلاحية ومفرداتها و تراكيبها دالة على ذلك المجتمع. فاللغة تعبير عن شخصية المجتمع بكل ما تحمله، وهي واقع اجتماعي قائم له خصائصها (شمس العارفين : 372).
          تعد اللغة والثقافة التي كان مخترعها وصانعها المجتمع من أبرز المعايير المعروفة لتصنيف الأمم وتمييزها وهما بلا شك مترابطان حيث تؤثر الواحدة في الأخرى تأثيرا متبادلا، فاللغة انعكاس للثقافة ووعاء لها كما أن الثقافة تتأثر إلى حد معين باللغة.
          والمجتمع نفسه له موقف هام من اللغة حيث يلعب المجتمع بكافة أطياقه دورا أساسيا في نشر لغته والتشجيع على اكتسابها وتعلمها. وهذا في الغالب مبني على الموقف الجماعي من اللغة والثقافة القومية (شمس العارفين : 375).
          والموقف أو الأثر من اللغة والمجتمع في المنهج هو في جميع عناصره، الهدف والمحتوى والطريقة والتقويم حيثما تؤدي هذه المواقف الإيجابية إلى دافع اندماجي مرتفع لتعلم اللغة  (شمس العارفين : 375).
ومن هنا تتجلى علاقة المنهج بالوظيفة الاجتماعية للمدرسة، فقد ازداد إشراف الدول على التعليم بدرجة ملحوظة، إذ تضمنت تشريعاتها موادا تتعلق بالتعليم من حيث تخطيطه وتنظيمه وتمويله، وتوسعت هذه الدول كثيرا في فتح المدارس للمحافظة على التراث الثقافي للمجتمع، وإعداد المواطن بما يتفق هو وخصائص ذلك المجتمع وأهدافه. وتتجلى أيضا بعلاقة المنهج بمبادئ المجتمع وقيمه. فالوظيفة الأولى للمدرسة هي إعداد المواطن للمحافظة على القيم والمبادئ لوضع منهج تربوي يساير الأوضاع الاجتماعية ويلبي حاجاتها. (طه علي حسين : 26).          
          فالحاصل أن العلاقة بين اللغة والمنهج والمجتمع هي كون اللغة شخصية دالة على المجتمع، ولتكون صحيحة سالمة عبرى الأبحاث التاريخية تحتاج في تعليمها إلى منهج صحيح سالم. أما المنهج الصحيح السالم أن يهتم بالجوانب الاجتماعية التي نسميها بالأسس الاجتماعية.

3-             المنهج و ثقافة المجتمع
قد عرفنا تعريف المنهج في البحوث السابقة ولا نحتاج إلى بحثه الآن. والذي قصد بالثقافة في هذا البحث هو الثقافة العربية الإسلامية التي تمثل أهم الأسس الاجتماعية لبناء منهج تعليم اللغة العربية.
التعريف الواسع للثقافة يدل على المعتقدات جميعها المتكونة من عناصر كثيرة متداخلة منها النظام الأسري والأعراف والعادات والتقاليد والفنون والمعرفة والأفكار والمهارات وطرائق العيش والنظم والقوانين والأهداف والمثل العليا والقيم والعقائد والآراء الدينية والإتجاهات السياسية والاقتصادية والآداب ووسائل الاتصال ... وما إلى ذلك (طه علي حسين:26).
 هو ما تعرف به أيضا الثقافة الإسلامية. إن الثقافة الإسلامية تتناول حياة الإنسان إلى مابعد موته، وهي تتناول المجتمع ما شاء الله لهذا الكون أن يبقى.
إن اصطلاح الثقافة الإسلامية يعبر عن نمط خاص من العلاقة بين الإنسان ونفس، وبين الإنسان والمجتمع، وبين الإنسان والكون، وبين الإنسان وخالقه. ويستلهم هذا النمط روح الإسلامفي كل صورة من صورة اعلاقة، وكل شكل من أشكل التطور (طعيمة:94). 
يقصد بالمنهج في هذا البحث هو منهج تعليم اللغة العربية. ففي بناء منهج تعليم اللغة العربية كان أهم الأسس الاجتماعية كما قال طعيمة الثقافة العربية الإسلامية لأنها تملك مقومات الأصالة في تصورها لجوانب الحياتين الدنيا والآخرة، وإنّ من المفهومات الإسلامية لم يسبق بمذهب أو رأي، وإنها تمتاز أن الدين مصدر القيم فيها، وليس المجتمع أو الطبيعة أو الفرد أوغير ذلك.  وتمتاز الثقافة الإسلامية أخيرا بالشمول فهي تتناول حياة الإنسان في كل نواحيها، ظاهرها وباطنها. إن أعظم ما تتميز به الثقافة الإسلامية قدرتها على العطاء في أي من جوانب الحياة (طعيمة : 96). ويلزم علينا أن نفرق بين الثقافة الإسلامية والثقافة العربية لأن بينهما فروق كثيرة
وإن وظيفة المدرسة يجب أن تشمل التعريف بالتراث الثقافي للمجتمع و بالخبرات التربوية التي تدور حول المشكلات التي تواجه الدارسين في حياتهم. وينعكس هذا التصور لوظيفة المدرسة على  وظيفة المنهج التي تتحد فيما يلي: (إبراهيم بسيوني : 61)
1.    أن يشتمل المنهج على جميع الأفكار و المهارات كطرق التفكير و الاتجاهات التي تزود من قدرة الفرد على نقل الثقافة بفعالية وكفاءة.
2.    أن يشتمل  المنهج على عناصر الثقافة الضرورية للأفراد و المجتمع
3.    أن يهتم المنهج بعموميات الثقافة مثل القيم و المشاعر و المهارات و المعارف
4.    أن يهتم المنهج بخصوصيات الثقافة أى بالتربية الخاصة التي تخدم اهتمامات بعض المجتمع.
وقصد طعيمة بمنهج تعليم اللغة العربية تنظيم معين يتم عن طريقه تزويد الطلاب بمجموعة من الخبرات المعرفية والوجدانية التي تمكنهم من الاتصال باللغة العربية التي تختلف عن لغتهم وتمكنهم من فهم ثقافتها وممارسة أوجه النشاط اللازمة داخل المعهد التعليمي أو خارجه وذلك تحت إشراف هذا المعهد (60).
4-             أهمية الأسس الاجتماعية في بناء المنهج
          إن دراسة اللغة يجب أن لا تكون بمعزل عن جوانبها الاجتماعية التي تؤثر فيها وتتأثر بها ولا محالة أن تعليم اللغة العربية يؤثرها العوامل الاجتماعية.
وتشكل العوامل الاجتماعية جانبا رئيسا في تعلم اللغة وتعليمها واكتساب مهارات الاتصال اللغوي، ذلك أن تعلم اللغة هي عملية اكتساب ثقافة و مهارات اجتماعية مختلفة باعتبار اللغة عنصرا أساسيا من عناصر التراث الاجتماعي. وهذه العوامل تحتوي على أمرين أساسيين. أولا أهمية فهم الثقافات الأخرى بموضوعية والنظر إليها بكل حيادية. إن الأراء والتصورات السلبية المسبقة والأفكار المقولبة عن الثقافات الأخرى ولغاتها تساهم إاى حد ما في إبطاء عملية التعلم بل ربما في فشل الاكتساب اللغوي وتوثر على الكفاية اللغوية. ثانيا التكيف الاجتماعي: وهذا العامل ذو أثر واضح في تعلم اللغة حيث أن تعلم اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية يتطلب اندماج المتعلم في بيئتها متلقيا لمهاراتها وما تعبر عنه. وكلما ازدادت علاقات المتعلم الاجتماعية وأصدقاؤه في بيئة اللغة الجديدة  ازدادت إيجابية إقباله على تعلم تلك اللغة وسرعة اكتسابها. (شمس العارفين : 374).         
وعلى صعيد المجتمع يجب على المناهج التعليمية في المدارس أن تعمل على تحقيق الأهداف، وبخاصة الأهداف القومية في تنمية الشعور القومي، والانتماء للوطن الكبير، وضرورة اهتمام المناهج بالتعريف بالثورة الكبرى، والحرص على تكوين القيم والاتجاهات والأنماط السلوكية المنسجمة مع أهداف المجتمع وطبيعته.
نأتيكم بمثال، إن المناهج الدراسية في الوطن العربي يجب أن تشتق مبادئها من مصادر رئيسة مهمة هي: (طه علي حسين : 28)
1.    أصول الثقافة العربية والتراث العربي الإسلامي.
2.    واقع الأمة العربية والتحديات المعاصرات التي تواجهها.
3.    واقع التربية والمشكلات التي تعاني منها.
4.    الحضارة العالمية المعاصرة، وما تتميزبه من علوم وأفكار إنسانية         
وذلك يقتضي أن تستمد فلسفة التربية العربية من دراسة الواقع العربي ودراسة الفكر العربي المتطور وخصائصه وتعرف الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأن تستمد الأهداف من أسس القومية العربية والتكافل الاجتماعي والمصالح الفردية والاجتماعية.
وهذا لا يكون بعيدا عن منهج التعليم في إندونيسيا عموما حيث كان المنهج بنى على أساسيات كما تلي: (خيرالدين : 80)
1.    على أساس وجود القوة والكفاءة البشرية لدى الطلبة وحاجتهم المتفقة ببيئة يعيشون فيها.
2.    على أساس التنويع و المتكامل. فالمنهج بني على هذا  الأساس دون أن يعتزل عن تنوعات شخصيات الطلبة والأحوال الجغرافية وخلفيتهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية والشعبية.
3.    على أساس تطور المعارف والتكنولوجيات والفنون.
4.    على أساس التناسب بالحاجات الاجتماعية.
5.    على أساس الكلي والترابطي. فالمنهج يضم على جميع المهارات الموجودة حسب المجالات العلمية والمواد المدروسة ويرتبط البعض ببعض.
6.    على أساس التوازن بين المصلحة الدولية و المصلحة الشعبية أي المححلية.
إن دور المنهج هو أن يعكس مقومات الفلسفة الاجتماعية، ويحولها إلى سلوك يمارسه التلميذ متفقا مع متطلبات الحياة في المجتمع، وفي جوانبه المختلفة. وبما أن المدرسة هي مؤسسة اجتماعية أسسها المجتمع لاستمرار إعداد الأفراد للقيام بمسؤولياتهم فمن الطبيعي أن تتأثر هذا المدرسة بالمجتمع والظروف المحيطة به، بمعنى أن القوى الاجتماعية التي يعكسها المجتمع تعبر عنه في مرحلة ما. وعليه أصبحت المناهج مختلفة من حيث الشكل والمنطق من مجتمع الى آخر(طه علي حسين :26). فإن ذلك كله يدل على أهمية الأسس الاجتماعية في بناء المنهج، أي منهج كان.
5-             المناهج المتركزة حول المشكلات الاجتماعية
          وتشمل على ثلاثة المناهج: (طه علي حسين:37-42)
1-               منهج مجالات الحياة
ظهر هذا النوع منذ سنة (1885) على يد (هربرت سبنسر) تحديدا، فقد اقترح سبنسر بأن يعد المتعلمون لمواجهة القضايا التي تهمهم مباشرة، وهذه القضايا من وجهة نظره هي:
‌أ)             الحفاظ على النفس بشكل مباشر، ويعني به الجانب الصحي.
‌ب)       الحفاظ على النفس بشكل غير مباشر، ويعنى به الحاجات الأخرى (الطعام، والملبس، والمأوى).
‌ج)        القيام بدور الأمومة الصالحة والأبوة الصالحة
‌د)           استغلال أوقات الفراغ بطريقة سالمة.
وذكر تابا أن هذا النوع من المناهج يزود المتعلمين بمعرفة عملية متكاملة إذ يسمح للمنهج بأن يكون في النواحي المعيشة اليومية مباشرة. ولهذ فإنه من المهم جدا الاتفاق على مجالات الحياة الضرورية لكل المتعلمين، ومن ثم دمجها وصياغتها في منهج متكامل متوازن.
إن لمنهج مجالات الحياة بعض المزايا منها: إنه يقدم الموضوع الدراسي أو المادة العلمية بشكل مندمج مع متطلبات الحياة، وإنه يشجع المعلمين على تعلم إجراءات حل المشكلات وطرائقها مثل مهارات التفكير الناقد، وفرض الفروض اللازمة لحل المشكلة، وطرائق الحصول على المعلومات التي تساعد على فهمها وحلها. وإنه يقدم المادة الدراسية أو الموضوع الدراسي بشكل علمي بدلا من حفظ المعلومات بشكل آلي. والمتعلمون في هذا المنهج يحولون المعلومات والحقائق إلى معارف مفيدة ومعان عميقة. وإنه يقال المواد الدراسية بشكل وظيفي يخدم مشكلات المتعلمين، ويزودهم بما يحتاجون إليه في المستقبل من معارف.
           
2-               المنهج المحوري
 يعد المنهج المحوري أحد المحولات الجادة لعلاج العيوب التي برزت في مناهج المواد الدراسة التقليدية. فقد نشأ هذا المنهج نتيجة شعور المربين بأن الفصل بين المواد الدراسة يعيق النمو المتكامل لدي المتعلمين، ويقلل من كفايتهم الشخصية والاجتماعية.
فإن المحور يستخدم ليدل على مادة دراسية واحدة تكون مطلوبة في الصفوف التعليمية كلها كالتاريخ أو التربية الوطنية، ليدل على موضوع مع مادة تعلمية معينة تدور حول دراسات من مواد مختلفة.
وهناك من يرى أن المحور هو أجزاء خاصة من مواد دراسية أو مظاهر من ميادين معرفية كثيرة تطلب من المتعلمين جميعهم في مقرر دراسي معين. وهكذا فإن المنهج المحوري هو خطة لتنظيم الجزء الأساسي لبرنامج التعليم العام في المدرسة، ويدور حول مشكلات المتعلمين وحاجاتهم المشتركة، ويتضمن تعليما وخبرات تعد اساسية للمتعلمين جميعهم.
إن فلسفة هذا النوع من المناهج تطلق أساسا من مراعاة الأهداف الحقيقية للمتعلمين ونموهم، والعمل على مساعدتهم ودراسة مشكلاتهم واهتمامتهم، وتأكيد القيم الاجتماعية وحل مشكلات بعموق وواقعية، والربط بين الخبرات المتنوعة، وتحقيق الواقعية للمتعلمين وذلك بتوفر المستلزمات للخبرات التعلمية، وإتاحة الفرص للمتعلمين للقيام بأنواع النشاط اللازمة لحل المشكلات.
إن تطبيق المنهج المحوري يمر بعدة مراحل يمكن تلخيصها بما يأتي:
‌أ)     تحديد مجلات الدراسة، ويكون ذلك بالأسلوب العلمي القائم على التخطيط السالم. ويمكن الإفادة هنا من نتائج البحوث والدراسات العلمية حول مشكلات المتعلمين ومطالب نموهم في المراحل المختلفة، فضلا عن دراسة حاجات المجتمع ومشكلاته.
‌ب)       توزيع مشكلات الدراسة، وذلك بتوزيع هذه المجلات على صفوف الدراسة بعد مراعاة مستوى التلاميذ، وتحقيق مبدأ تربط المنهج وتكامله.
‌ج)        تنفيذ المنهج المحوري من المعلم والمتعلم معا، إذ يجب أن تتضح في ذهن المعلم أساسيات كل مجال ليتمكن من توجيه جهوده وجهود التلاميذ الوجه الصحيحة.
‌د)   تقيم النتائج التى تواصل إليها المتعلمون على وقوف الأهداف الموضوعة، وإتاحة الفرضة أمام المتعلمين لتقويم نتائجهم بأنفسهم في ضوء تلك الأهداف.
أما مآخذ هذا النوع من المناهج فيمكن تلخيصها بما يأتي:
‌أ)                صعوبة إعداد معلمين أكفاء للتدريس في المنهج المحوري.
‌ب)           عدم تحبيذ هذا النوع من المناهج من إدارات المدارس.
‌ج)            عدم كفاية الأدوات اللازمة والمناسبة في المدارس، وعدم كفاية الوسائل والأدوات التعليمية، إذ إن هذا النوع من المناهج يحتاج الي صفوف خاصة وإمكانات كافية.
‌د)              صعوبة ترتيب الخبرات وتسلسلها واتصالها بشكل منطقي
‌ه)       عدم تقبل أولياء الأمور فكرة تنظيم المناهج التعليمية على أساس المنهج المحوري.



3-               منهج الوحدات
إن منهج الوحدات يعد من الطرق الحديثة في تنظيم المناهج، وتعد الوحدات عبارة عن عنوانات الموضوعات تقدم للمتعلمين، وهدفها إكساب المتعلم مهارات معينة ومعارف مخطط لها مسبقا، وفي كثير في الأحيان متفق عليها من المتعلمين أنفسهم.
ويكون التخطيط للدرس على وفق منهج الوحدة على مايلي:
‌أ)          تثبيت البيانات العامة (وتشمل التاريخ والحصة والصف وعدد التلاميذ وعمر كل تلميذ ونوع الدرس ومجاله وموضوعه وعلاقة بالمنهج وزمنه).
‌ب)    تحديد المتغيرات وتشمل (تثبيت أنواعه وكمياته ومصادر الحصول عليها ومناسبتها للموضوع ومناسبتها لعمر المتعلم).
‌ج)     تثبيت مصادر التعلم وتشميل (الكتب والمجلات والدوريات والوسائل التعليمية كألأفلام واللوحات الخاصة).
‌د)        تحديد المفاهيم الأساسية (وهي المفاهيم التي يدور حولها التعلم مع ضرورة شرح تلك المفاهيم وفهمها، إذ يساعد ذلك على تحديد أهداف التدريس).
‌ه)      صياغة أهداف التدريس في هذه المرحلة، إذ يصوغ المعلم الأهداف التعبيرية والمعرفية والمهارية الخاصة بالوحدة المختارة.
‌و)        تحديد استراتيجيات التدريس (يحدد المعلم الاستراتيجيات المناسبة للدرس، فهي تساعده على تحقيق أهداف الدرس).
‌ز)        التهيئة للدرس، وتبدأ بتهيئة المكان المناسب للدرس، وتحديد كيفية إثارة التلاميذ وتهيئتهم للدرس، وغالبا مايكون ذلك بعرض الأسئلة والمناقشة، وعرض الأدوات، وعرض الوسائل التعلمية.
‌ح)     الأنشطة التعليمية، وفيها تحدد الأنشطة التعليمية، وفيها تحدد الأنشطة على شكل حوار بين المعلم وتلاميذه، شريطة أن تدور هذه الأنشطة حول المفاهيم الأساسية للدرس، ويظهر هنا دور الوسائل التعليمية على وفق متطلبات الموقف التعليمي، وتوجيه التلاميذ نحوها فرديا أو جماعيا.
‌ط)     تثبيت خاتمة الدرس، وفيها يوضح المعلم كيفية إنهاء الأنشطة التعليمية، أي إنهاء المحور الذي دار بينه وبين التلاميذ.
‌ي)     اختيار الأنشطة الإضافية، وفيها تتوزع أنشطة إضافية على المتعلمين مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية، وذلك لمعالجة بعض المشكلات التى اكتشفت أثناء الدرس.
‌ك)      تثبيت معايير التقويم: يقوم الدرس على وفق المعايير أو الأساس التي يصممها المعلم في ضوء أهداف الدرس على أن تحتوي جوانب النمو الثلاثة (المعرفي والوجداني والمهاري). وبعد ذلك تطبق هذه المعايير وتناقش نتائج التقويم في ضوء نتائج التعلم.                                     
6-             الخلاصة
من هذا البحث نستنتج الأمور التالية:
1.    إن في بناء المنهج  يجب أن يراعى  فلسفة المجتمع و عوامل تغييره و المتطلبات المواطنة في مجتمع ما حاضره و مستقبله وكذلك طبيعة الدارسين و متطلبات نموهم العقلي و الجسمي و الاجتماعي و منطقة اللغة العربية و خصائصها التي لا بد من أخذها في الاعتبار عند عملية التعليم.
2.    فإن الثقافة التي تكون أساسا في بناء منهج تعليم اللغة العربية هي الثقافة الإسلامية
3.     أهمية الأسس الاجتماعية في بناء المنهج حيثما تؤدي إلى دافع اندماجي مرتفع لتعلم اللغة.
4.    إن المنهج الذي يرتبط بمشكلات المجتمع ثلاثة أنواع: منهج مجالات الحياة، المنهج المحوري و منهج الوحدات، ولكل منها إيجابياتها وسلبياتها.


















المراجع

1-              رشدى أحمد طعيمة، تعليم العربية على أهمية الأسس الاجتماعية في بناء المنهج لغير الناطقين بها، مناهجه وأساليبه، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم والثقافة، الرباط، 1989.
2-              شمس العارفين و إخوة، اللغة العربية بين المنظور الثقافي و الاجتماعي، أولى النهى للنشر والطباعة، 2009
3-              إبراهيم بسيونى عميرة، المنهج وعناصره، دار المعارف القاهرة، 1991.
4-              هدسون، علم اللغة الاجتماعى، عالم الكتب القاهرة، 1995.
5-              صالح دياب هندى، دراسات في المناهج و الأساليب العامة، دار الفكر عمان، 1987




Leave a Reply